لمحة تعريفية عامة حول الولاية:
الموقع الجغرافي:
على مسافة 500 كلم شرقا عن الجزائر العاصمة تتواجد ولاية سكيكدة، تشغل مساحة قدرها4118 كلم2 تتوزع عليها 13 دائرة و 38 بلدية.
انبثقت سكيكدة بموجب التقسيم الإداري لسنة 1974 م، ويحدّها من الشمال البحر الأبيض المتوسط على مسافة 147 كلم، من الشرق عنابة، من الجنوب قسنطينة، من الجنوب الشرقي ڤالمة، من الغرب جيجل ومن الجنوب الغربي ميلة.
المناخ:
مناخ البحر الأبيض المتوسط هو السائد في ولاية سكيكدة، ذو شتاء معتدل وممطر، وصيف حار ورطب في المناطق الساحلية وحار وجاف في المناطق الداخلية.
التضاريس:
تتكون تضاريس الولاية من ثلاث مناطق رئيسية:
- منطقة الجبال: تمتد من الشرق إلى الغرب على طول الساحل، وتتكوّن من عدّة مرتفعات جبلية منها: جبل سيدي ادريس وهو أعلى قمة) 1364 م(، جبل حجر مفروش، رأس بوقارون ورأس الحديد، فِلفِلة، سطيحة، وجبل الكوفي.
- منطقة السهول: تمتد جنوب المنطقة الجبلية، وتتضمن سهول واد الصفصاف، واد قبلي، واد الكبير، وعزابة.
- منطقة ما بين الجبال: تتواجد بين منطقتي الحروش وعزابة. تتميز بانتشار المراعي وزراعة الحبوب الجافة، كالقمح والشعير.
تاريخيا:
بفضل موقعها المنفتح على البحر الأبيض المتوسط، كانت سكيكدة مستقرا للعديد من الحضارات الإنسانية. عرفت مرحلة ما قبل التاريخ من خلال حقبتين، الأولى هي اكتشاف مجموعة من الآثار بنواحي تمالوس وكركرة وبشبه جزيرة القل تعود إلى العصر الباليوليتي، أما الثانية فتؤرخ لفجر التاريخ، وخلالها استقرت سلالة كتامة البربرية.
كانت سكيكدة محلّ اهتمام الفينيقيين الذين استقروا بها خلال عامي 11 ) ق. م 12 – ق.م(،حيث شيّدوا المرافئ على طول الساحل، لتتحوّل فيما بعد إلى مراكز تجارية نشطة من أهمها:
روسيكاد )سكيكدة(، شولو )القل( تصف تصف)الصفصاف( واستورا ) سطورة(. منذ القرن الثاني قبل الميلاد، استقر الأمازيغ في سكيكدة وأسّسوا شكلا من أشكال الدولة مع مكونات الشمال القسنطيني، فظهرت مملكة الماسيسيل بقيادة سيفاكس، ومملكة الماسيل بقيادة ماسينيسا.
وكانت سكيكدة تحت سيطرة ماسينيسا المتحالف مع الرومان، وخاض معارك ضدّ القائد القرطاجي حنبعل المتحالف مع سيفاكس في سنة 202 ق.م. وبعدما انتصرت روما، كافأت ماسينيسا بمنحه راية المملكة النوميدية. دخل الرومان إلى المنطقة بعد ضعف المملكة النوميدية، وكثرت خلافات الورثة الذين قسموها إلى قسمين، فأخذ أدربعل القسم الشرقي، وأخذ ابن عمه يوغرطة القسم الغربي، غير أن هذا الأخير استطاع أن يستولي على المنطقة الشرقية وقتل أدربعل، ثم قامت معارك ضارية بين الرومان ويوغرطة الذي قُتل على أيديهم، وهكذا أصبحت روسيكادا وسطورة مستعمرتين رومانيتين. عرفت الفترة الرومانية توسّعا كبيرا في شبكة الطّرق، وأصبحت روسيكاداالمحور الرئيسي للتجارة، وبعد قرن من الاحتلال الروماني تحولت إلى كيان بلدي يدار حسب قوانينه الخاصة. عرفت المدينة عصرها الذهبي خلال حكم الأنطونيين في القرن الثاني للميلاد، حيث ازدهرت المدينة مما سمح لها بالتوسع الحضاري والتجاري. تعتبر الفترة الوندالية أسوأ مرحلة، حيث تحول الازدهار إلى كساد ودمار وانحطاط بعد دخول الونداليين الذين لم يتركوا أيّ شواهد مادية سوى بعض المراكز العسكرية.
دخل الإسلام إلى سكيكدة مع بداية وصول المسلمين إلى شمال إفريقيا في القرن السابع الميلادي، وقد تعرّبت المنطقة بسهولة وأصبحت تابعة للخلافة الأموية ثم العباسية، ثم الدويلات التي نشأت فيما بعد. وخلال الفترة العثمانية بالجزائر، دخلت سكيكدة ضمن بايلك قسنطينة.
وقعت سكيكدة في يد الاستعمار الفرنسي سنة1838 م خلال حكم )فالي( للجزائر، وقد أسّس بها مركزا عسكريا، ثم القيادة العامة، وأطلق على المدينة اسم «فيليب فيل ». حاول الاستعمار طمس الشواهد المادية والمعالم والهوية، وسلب الأهالي أملاكهم، ما جعلهم ينتفضون بعدّة أساليب أشهرها: مقاومة سي زغدود، مظاهرات احتجاجية كبيرة مثلما فعل عمال الميناء سنة 1904 ، ورفض سياسة التجنيد. انبعثت الحركة الوطنية سنة1933 في المدينة، وبدأ نشاط فرع نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الذي نظّم مظاهرات في 1 و 8 ماي 1945 .
ويشهد التاريخ لمواطني سكيكدة على ما قدموه من تضحيات كبيرة، حيث فُكّ الحصار الذي كان على منطقة الأوراس بفضل هجوم 20 أوت 1955 بقيادة زيغود يوسف، ودمّروا فيها الكثير من المواقع والمراكز الفرنسية، وهو ما جعل الاستعمار يتصرف بوحشية، وذلك بإبادة جماعية للمواطنين داخل ملعب سكيكدة. من أهم المعارك الثورية نذكر: معركة واد بوكركر، معركة الحمري، معركة مليلة الكبرى، معركة كاف والنار بأولاد حبابة، معركة أم الطوب ومعركة زقار. وقد استمر نضال الشعب إلى غاية الاستقلال في 5 جويلية 1962.
ثقافيا:
سكيكدة مدينة الحضارات أيضا، حيث تعتبر المعالم والآثار المنتشرة عبر ترابها، واحدة من عوامل الجذب السياحي، ندعوكم لزيارة عدة معالم ثقافية وأثرية: المسرح الروماني، المسرح البلدي، مقر بلدية سكيكدة، المتحف البلدي، الآثار الرومانية للمرسى، قصر مريم عزة، كنيسة القديسة تيريزا، الكنيسة القديمة للقل، مسجد سيدي علي الكبير، نصب 20 أوت 1955 ، نصب الأبطال وموقع الحمري بسيدي مزغيش.